فى ذكرى مظاهرات 20 ,21 مارس
الخميس، 20 مارس 2008
كان قد مر وقت غير قليل منذ أخر مرة خرجت فيها جموع و أعداد كبيرة من الجماهير الغاضبة لتتظاهر و تحتج كما حدث فى يومى 20 , 21 مارس 2003 احتجاجا على غزو العراق ..فكان هذين اليومين نقطة مضيئة و مشرفة بعد ظلام دامس و سكوت مر , كما ان هذين اليومين كانا بداية لمرحلة جديدة من الصراع عادت فيها الجماهير الى المعادلة و بقــوة ....
بعد أن تلقت الجماهير خبر انطلاق الحرب فى نحو الساعة الرابعة من صباح الخميس . انفجر الغضب ليلتقى مع مبادرة من القوى الوطنية بالتظاهر فى ميدان التحرير فى اليوم التالى لإعلان الحرب ..و انمتشر الخبر كالبرق عبر رسائل المحمول و البريد الالكترونى .
فمنذ الصباح الباكر و حتى قبل الموعد المحدد فى الواحدة ظهرا بدأت اعداد من طلاب الجامعة الامريكية فى التجمع فى محاولة الوصول الى السفارة الامريكية , لكن عصى الأمن الملركزى كانت لهم بالمرصاد .. و بمرور الوقت بدأت اعداد من النشطاء ضد الحرب من الاشتراكيين و الناصريين و المستقلين و غيرهم فى التجمع فى منتصف الميدان ..و سرعان ما تم نصب الكردون الأمنى المحكم الذى يهدف لعزل النشطاء عن جموع المارة .. الكردون هذه المرة لم ينجح لا فى تحجيم امتداد العدوى ولا فى إرهاب المارة..فقد بدأت تتشكل تجمعات مماثلة فى أماكن مختلفة من الميدان و كلما نصبت قوات الأمن كردونا اكتشفت تجمعا جديدا مما أصابها بارتباك كامل .
و هكذا حين وصلت الساعة الواحدة كان المرور شبه متوقف فى الميدان , بينما بدت للعابرين كتل الجماهير رافعة اللافتات و الأعلام التى تم إعداد أغلبها فى الميدان نفسه ..لم يعد الكردون تكتيكا ناجحا فى مواجهة العشرات الذين ينضمون من كل اتجاه فى كل دقيقة ..و حينما بدأت الكتل المتجمعة فى أركان الميدان فى التحرك انهار الكردون لتتلاقى الكتل المجتمعة الفرحة بانتصارها و يتحرر الميدان تماما ليصبح تحت سيطرة المتظاهرين .
بعد السيطرة على الميدان المحرر من المتحف المصرى تقريبا الى ما يتجاوز مبنى مجلس الشعب فى شارع القصر العينى ..أصبحت أعين المتظاهرين على الوصول للسفارة الامريكية ..لكن قوات الأمن كانت لهم بالمرصاد و استخدمت المياه و العصى الكهربية و الكلاب البوليسية لتفريقهم فى مصادمات أسفرت عن سقوط 150 جريحا .
كانت هذه هى اللحظات الوحيدة العنيفة طوال اليوم الذى امتد حتى الساعة الثالثة من صباح الجمعة ..كلما حاول المتظاهرون الوصول للسفارة الامريكية بدأت قوات الامن فى استخدام العنف ليدافع المتظاهرون عن أنفسهم ..فيما عدا ذلك و بعض المحاولات الفاشلة من اجهزة الأمن لاقتناص بعض النشطاء , تحول الميدان الى كرنفال حقيقى للحرية .
عشرات الحلقات تكونت على الارض ..بعضها لغناء أغانى الشيخ إمام و غيرها .. و بعضها للصلاة .. عدد من المتظاهرين يكتبون شعارات مثل " يسقط العدوان " و " يحيا كفاح الشعب المصرى " على اسفلت الشارع ..مئات من الأيدى تحمل الشموع ..أطفال الشوارع الفرحين بامتلاك الشارع أخيرا يساعدون الجميع ..يشترون الطلاء لمن يكتبون على الأرض .. و يوزعون الشموع على من لا يحملها .. و البسكويت بالعجوة الذى تحول طعمه على ألسنة الجميع ليصبح أحلى ما أكل .
المعتصمون بالميدان الذين لم يكفوا عن الهتاف بدوا و كأنهم يرفضون الانصراف بعد ان أصبح الميدان رمزا لحريتهم ..فصاروا ضنينين بإنهاء اللحظة و هكذا حينما حاولت أجهزة الأمن تسيير المرور بالميدان انتفض الجميع يدافعون عن أرض الميدان ..رمز كرامتهم المستعادة و حريتهم المنبعثة ...انتظرت أجهزة الأمن حتى الثالثة صباحا لتتمكن من تفريق المعتصمين بالمياه و على إعادة السيطرة على الميدان ..لكن من غادروا غادروا و فى أسماعهم الدعوة للاستمرار فى الاحتجاج فى اليوم التالى " 21 مارس " صباحا فى الأزهر ثم مرة أخرى فى الميدان فى الثانية مساءا .
ملحوظة : اذا كانت الفرصة قد واتتك لأن تشهد هذه اللحظات , لاستطعت ان تشم رائحة البهجة بالحرية فى الهواء و فى أصوات المتظاهرين الحماسية ......." بعتذر لطول و كبر حجم الموضوع لكن اعتقد ان اغلب التفاصيل مهمة فعلا "
21 مارس : بعد قليل
0 comments:
إرسال تعليق